كان يبتسم! ..فلماذا لا نبتسم نحن؟!

0

محمد آل محسن - 2014/9/2

أحد الجيران يعمل في ورشة للسيارات في نفس السكن الذي نكون فيه في جدة ،هذا الجار من الجنسية اليمنية. فوجئت يوماً بوجهاً جديد معاه كان يبتسم فراح يعرفني عليه بانه أخه ،فلم يعرفني عليه فقط بل أضاف :"أنه متخرج من الثانوية بنسبة ١٠٠٪ ،و أنه أنهى السنة الاولى من جامعة الملك عبد العزيز بتوفق ،و أنه عائد الى اليمن الان".

لما سالته عن التخصص ظننته بأنه سيسكت ويجيب بأنه لا يعرف شيء. لكنه روى لي تفاصيل كثيرة عن تخصصه أخيه و عن مشوار دراسي لأكثر من سبع سنوات ,و أضاف القول الجميل :"لدينا ثقة كبيرة بثمار الجهود الذي سيقوم بها ,و لهذا نحن ندعمه بكل قوة!".

جاري الذي يعمل في الورشة لم يكتفي بذلك ،قال الكثير عن أخيه و عن أهله و عن اليمن خلال دقائق بسيطة عابرة خلال عمله. فكيف لو كان خارج عمله؟ ..لتحولت الدقائق الى ساعات. هكذا هم الاجانب من أي بلد كان حينما نتيح لنستمع لهم لدقائق بسيطة عابرة. يحلقون بسماء الحرية في وصف انجازاتهم ،انجازات أهلهم ،انجازات بلادهم. غير ذلك يتكلمون عن أحلامهم المستقبلية بكل ثقة ،بكل تفاؤل.

متى سأرى ابناء بلدي يفتخرون بأبنائهم في شتى المجالات في هذا الوطن. الى متى سنفتخر بقول كلمة :"أنت فاشل" للمنجزين. فهل الانجاز و عدم المحاولة هي كلمةً واحدة. اذا لم نفتخر بأبناء الوطن ،فلماذا لا نفتخر بأبناء قريتنا فقط أو أبناء أهلنا فقط أو بأبنائنا فقط!

لنصحى من السبات و نفتخر باننا نملك أبناء منجزين ،مبدعين ،لنرسم لهم خريطة للنجاح. بدل من أن نخطط لهم خريطة للفشل.

قل لأي شخص تعرفه ينجز عمله و هواياته أو أي شيء أخر يتميز به : "أنت مبدع" ،و أنظر كيف ستكون ردة فعله. قلهم لهم لتزرع في قلوبهم من جديد ورود للعطاء و الانجاز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قل رايك بكل حق :)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

جميع الحقوق محفوظه © محمد آل محسن

تصميم الورشه